الخميس، 5 أغسطس 2010




قال الإمام الشاطبي –رحمه الله تعالي:

فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكًَا                 مُجَلًّا لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِلًّا
هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِدَكَ عَلَيْهُمَا                  مَلَابِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالْحُلَا
فَمَا ظَنًّكُمْ بِالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِه               أَولَئِكَ أَهْلُ اللَّهِ وَالصَّفْوةُ الْمَلَا
أُولُوا الْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ والتُّقَي   حُلَاهُم بِهَا جَاءَ القُرآنُ مُفَصَّلَا

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

" كونوا للعلم رُعاة ولا تكونوا له رواة" رواه أبونعيم.



قال الشاعر محمد إقبال –رحمه الله تعالي:

أيها الشادي بقرآن كريم               وهو كالصخرة في البيت مقيم
قم وأبلغ نوره للعالمين                   قم و أسمعه البرايا أجمعين
إن تكن في مثل نيران الخليل          أسمع النمرود توحيد الجليل
من له من ثورة الهادي نصيب       فهو من جبريل في الدنيا قريب
حينما آمنت بالله الأحد                  لم أذل النفس يوما لأحد
إن أكن في صورة النمل خفاء        لست أرجو من سليمان عطاء
ياغريبا من ضياء المصطفي         عد إلي الحق تجد نور الصفا

 القرآن علم يدعوا للعمل:

إن قيمة العلم الحقيقة فيما يحدثه من خشوع في القلب يدفع صاحبه للعمل.

" عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: ( كنا مع النبي صلي الله فشخص ببصره إلي السماء ، ثم قال ( هذا أوان يُختلس العلم من الناس حتي لا يقدروا منه علي شئ ) فقال زياد بن لبيد الأنصاري : كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ، فوالله لنقرؤه ولنُقرِئنه نسائنا وأبنائنا؟ قال صلي الله عليه وسلم : ( ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعِدَّك من فقهاء أهل المدينة ، هذه التوراة والأنجيل عند اليهود والنصاري فما تغني عنهم؟!) قال جبير : فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته الذي قال أبو الدرداء ، قال : صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع ، يوشك أن تدخل مسجد الجامع فلا تري فيه رجلا خاشعا" رواه الترمذي وقال حسن غريب.

فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن العلم عند أهل الكتابين من قبلنا موجود بإيديهم ولا ينتفعون بشئ منه لما فقدوا المقصود منه ، وهو وصوله إلي قلوبهم حتي يجدوا حلاوة الايمان به ومنفعته بحصول الخشية والإنابة لقلوبهم وإنما هو غلي ألسنتهم تقوم به الحجة عليهم، من هنا يتبين لنا خطورة التحذير النبوي : " القرآن حجة لك أو عليك " رواه مسلم.

تدبرالقرآن:

· يقول د/ يوسف لبقرضاوي في كتابه " كيف نتعامل مع القرآن العظيم":

( فتفسير مراد الله واستنباط الأحكام الشرعية هما منزلة خاصة بالعلماء والمفسرين أما الفهم والاعتبار والتذكر والاتعاظ فلا عذر لأحد في تركه"

· يقول القرطبي في قوله تعالي :{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُنَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَلُهَا}]محمد:24[ ودل ذلك علي وجوب التدبر في القرآن ليُعرف معناه.





وصايا الصحابة للانتفاع بالقرآن :

1- التفرغ للقرآن وعدم الانشغال بغيره :

يقول ابن مسعود: " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره "

قال الحارث بن الأعور : دخلت المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت علي علي فقلت ألا تري أن الناس يخوضون في الأحاديث في المسجد؟ قال : قد فعلوها؟!! قلت :نعم ، قال : أما إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :" ستكون فتنة" ، قلت : وما المخرج منها؟ ، قال: " كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله ، فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا) وهو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به هُدي إلي صراط مستقيم"

2-تأكيدهم المستمر بأن المعني هو المقصود من التلاوة والعمل هو ثمرته:

يقول عمر بن الخطاب : "لا يغرنك من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به "

يقول ابن عباس: قال تعالي : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) ]البقرة:121[ قال : يتبعونه حق اتباعه، وقال عكرمة : ألا تري أنك تقول فلان يتلو فلان أي يتبعه ( والشمس وضحاها* والقمر إذا تلاها)]الشمس:1-2[ .

يقول عبد الله بن مسعود : إنا صعب علينا حفظ القرآن وسهل علينا العمل به وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به.

إذن فالعمل مقدم علي الحفظ .

3-تصحيح مفهوم حامل القرآن:

يقول عبد الله بن عمرو بن العاص: " من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما فقد أُدرجت النبوة بين كتفيه، غير أنه لا يوحي إليه"

وكان أبوعبد الرحمن السلمي إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه ووضع يده علي رأسه وقال له : ياهذا اتق الله ، فما أعرف أحدا خيرا منك إن عملت بالذي علمت.

4-الايمان قبل القرآن :

غرس قواعد الايمان في القلب وإقامة صرحه وتمكنه من الإرادة قبل حفظ حروف القرآن.

5- ضرورة تدبر القرآن وفهمه وتحريك القلب به:

فالعبرة ليست بكم القراءة بقدر ماهي بالمعاني المستخرجة منها والتي تحرك القلوب وتدفع للعمل .

يقول الحسن بن علي : اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرأه.

6- عدم التعمق في إقامة حروف القرآن:

يقول عبد الله بن مسعود : إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه.......تحفظ فيه حدود القرآن، وتضيع حروفه .........قليل من يسأل........كثير من يعطي....يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة..... يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم وسيأتي علي الناس زمان كثير قراؤه قليل فقهاؤه ...تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده ........ كثير من يسأل قليل من يعطي .......يطيلون الخطبة ويقصرون الصلاة ويبدون أهوائهم قبل أعمالهم.

7-اترك نفسك للقرآن وتمسك به : يقول عبد الله بن مسعود: القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلي الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلي النار. 


هدفي :


الانشغال بالقرآن


فما معني الانشغال بالقرآن

يقول د/مجدي الهلالي:



· الانشغال بمعانيه ومواعظه وجوانب هدايته وامتلاء القلب بها وتمكنها من العقل الباطن واللا شعور فينعكس ذلك علي خواطر العبد واهتماماته.

· الانشغال بحمل معانيه إلي الناس ودعوتهم إلي الجلوس المباشر معه وإزالة الحاجز النفسي بينهم وبينه.

· الانشغال بتعريف الناس بربهم عن طريقه.

· السعي الدءوب علي تحويله إلي واقع ملموس في حياة الناس ليصبح دستور الأمة ...... وهذا لن يتم إلا بوجود جيل قرآني يدعو إلي الله بأفعاله قبل أقواله.

· الانشغال بدوام تلاوته بالليل والنهار ، وحفظ آياته ولكن بمثل الطريقة التي كان يحفظ بها الصحابة فيتعلم الايمان وجوانب الهداية من الآيات قبل حفظها.

انتهي كلام د/مجدي:
تفكروا معي تفكروا معي إن كل خطوة من خطواتي أكون منشغلة بالقرآن كيف ذلك؟.........ليس معني ذلك التفرغ بقراءته طوال الليل والنهار ولكن أنا أتحرك في عملي أو دراستي أحاول أن أكون قدوة لمن حولي بخلق القرآن وأيضا مع أصدقائي بدعوة مباشرة لتعلم القرآن أو بدعوة غير مباشرة بأن أكون مثالا سليم للتربية بالقرآن............وكذلك مع أهلي ..............

أيضا في كل خطوة من خطوات تنقل معني من معاني القرآن كحل مشاكل من يتعاملون معك حتي يدركوا أن القرآن منهج للحياة.


الانشغال بغسيل قلبي من الذنوب والحقد والحسد والعجب وكل ما يغضب الله............فعند التلاوة اجعل كل آية تدخل قلبي فتطرد ما سوي القرآن.........كيف يكون هدفك الانشغال بالقرآن وعندما تجلس أمام المحف يكون عقلك منشغل بغيره!!!!!!!!!!!!!!!!


هل لديك شخص عزيز عليك جدا؟........عندما تجلس معه تنصت له جيدا ولا تسرح بل من الممكن أيضا ألا تجيب علي الهاتف حتي لا يشغلك شئ عنه............وإذا غاب عنك فترة ثم علمت أنك ستقابله ألا تفكر في هذا اللقاء وتستعد لأن تتكلم معه في همومك ومشاكلك.................


صدقني القرآن رسالة الله إلينا لكل فرد........وإذا اقتربت من القرآن ستجد آيات القرآن تحتضنك وتصبح صديقك المخلص الذي يهمس في أذنك ليعينك علي الخروج من الدنيا بسلام.........صديق لا يفارقك أبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق