الخميس، 5 أغسطس 2010

لازالنا مع التعريف بالفكرة


نستكمل كلام د/مجدي:
مصنع القرآن
إن الذي يقرأ أي كتاب له هدف من قراءته ،و الذي يستمع إلي شريط أو يقرأ صحيفة له هدف من ذلك والقرآن ليس بأقل من هذه الأشياء فلا ينبغي أن نقرأه لمجرد القراءة ، أو طلبا للثواب فقط دون النظر إلي الهدف الأسمي الذي من أجله أنزله الله عز وجل.
فالهدف الأساسي من نزول القرآن:
هو هداية الناس إلي الله وإلي صراطه المستقيم والعيش علي الأرض بأمان ، والعودة إلي الجنة بسلام .
· وكونها رسالة موجزة فلابد من قراءتها بتأن وتؤدة حتي يتمكن السامع والقارئ من فهم المقصود، قال تعالي:{ وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَي النَّاسِ عَلَي مُكْثٍ}]الإسراء106[
· ولأنها تخاطب العقل فقط بل الوجدان أيضا كان الأمر بترتيلها والتغني بها لتكون أكثر تعمقا في النفس ،قال تعالي :{ وَ رَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا}]المزمل4[
· ولكي يتم الستفادة منها كان من الضروري أن يداوم المسلم علي قراءتها يوميا ، فكان اتحفيز وشحذ الهمم لذلك برصد الجوائز لكل من يقرأ فيها حرفا فيكون ذلك دافعا لقراءتها ومن ثم حدوث المقصود من نزولها.
· ولأن المعني هو المقصود من القراءة كان الأمر بالانصات لها وتدبرها وإعمال العقل في فهم المقصود من خطابها ، قال تعالي:{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ}]ص
29[
انتهي كلام د/مجدي......عندما تفكرت في هذا الكلام شعرت بألم شديد لأني بطبيعة كوني من حملة القرآن ومعلمة قرآن فإن تعاملي مع القرآن يكون بصفة يومية ولا أبلغ أن أقول أنه يأخذ حوالي ثلث يومي مقسمة بين مراجعة وتلاوة وتعليم وتعلم.........فلماذا لا أشعر بالثمرة المرجوة؟ لا أنكر أني تغيرت لكن هذا التغيير كان في أول تعاملي فقط ............ولماذا طلبتي لا يتغيرون....كل خوفنا من تفلت القرآن وخطة المراجعة والامتحان بصفة دورية...........نعم القرآن يتفلت ويجب أن نتعهده لكن هل نتعهد الألفاظ فقط أم الواجب علينا أن تعهد المقصد الحقيقي من الألفاظ.........
لنفرض مثلا-ولله المثل الأعلي – إذا شجع الأب ابنه أنه سوف يحضر له هدية قيمة إذا ذاكر جيدا كل يوم ، وبالفعل ذاكر كل يوم لكن يوم الامتحان لم يذهب أوذهب ولم يكتب شئ في ورقة الاجابة هل سيعطيه الجائزة؟ .........هل كان الهدف مجرد الجلوس علي المكتب كل يوم للمذاكرة أم كان الهدف النجاح في الامتحان..........
كذلك مع القرآن ...نعم الحرف بعشر حسنات ...........لماذا ربنا يضع ثواب كبير علي مثل هذا العمل البسيط هل الهدف مجرد القراءة؟ ........ بالطبع لا ولكن الله سبحانه وتعالي يضع لنا حافز لنتعامل مع هذا الكتاب المعجز بشكل يومي لأنه منهج حياتنا.
فوجدت نفسي أسأل نفسي ومن حولي سؤال: لماذا أتعامل مع القرآن؟.....ماهو هدفي؟ لأني لابد أن يكون لي هدف حتي أصل له........فألهمني الله عز وجل الأجابة وأتمني من الله أن يحققها لي.
أهدافي في التعامل مع القرآن
1- تربية قلبي بالقرآن وتربية من حولي بالقرآن حتي نصل إلي "كان خلقه القرآن" يقول الامام ابن تيمية (من تدبر القرآن طالبا الهدي منه تبين له الحق.)
يقول تعالي:{يَوْم َ لَا يَنفَعُ مَالٌ ولَا بَنُونَ* إِلَا مَنْ أَتَي اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}]الشعراء88-89[
2- تحويله إلي واقع ملموس في حيلتي وحياة من حولي.
3- تعلم وتعليم علوم القرآن.
4- كل حرف حسنة-------->إذن القرآن طريقي إلي بيتي في الجنة
فحي علي جنات عدن فإنها منازلنا الأولي وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل نعود إلي أوطاننا ونسلم
5- بناء دولة الاسلام من خلال تعليم القرآن
يقول الستاذ سيد قطب رحمه الله: لا يدرك أسرار القرآن قاعد ولا يلم مدلولاته إلا انسان يؤمن به ويتحرك به، إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ويواجه مثل تلك المواقف التي تتنزل ليواجهها أو يوجهها.
6- سعادتي في الدنيا وفي القبر فأني فعلا أشعر وأنا أقرأ القرآن أني أجلس مع أعز صديق لي كل آية تربت علي كتف وتحتضني ، كل آية تهمس في أذني بنصيحة.
7- القرآن محفوظ بإذن الله تعالي إلي يوم الدين
يقول تعالي:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}]الحجر:9[
{ بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُتُوا الْعِلْمَ وَمضا يضج~حَدُ بِئَاياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}]العنكبوت:49[
إذن ليست القضية أننا سنحفظ القرآن حتي نحافظ عليه فالله عز و جل قد تكفل بحفظه.....ولكن القضية قضيتك أنت شخصيا هل الله عز وجل سيختارك لهذه المهمة؟



هذه كانت أهدافي في تعاملي مع القرآن............
فما هي أهدافك؟........
أرجوك تفكر لحظة......... ولا تبخل علي بأهدافك، صدقني ان نستطيع دخول مصنع القرآن لنكون رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلا إذا توقفنا للحظة وفكرنا لماذا نتحرك؟
المرة القادمة سوف نخطو الخطوة الثانية.........ولكن أتمني أن نتناقش أولا في الأهداف...........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق