الخميس، 5 أغسطس 2010

التغيير

باقي كلام د/مجدي:

ولأن الذي يشكل فكر الإنسان ونشاطه المعرفي ليس هو الأحداث والمثيرات التي يتعرض لها في بيئته بشكل مباشر ، بل الذي يؤثر بالفعل هو تقييمه وتصوراته لهذه الأحداث والمثيرات.

من هنا يتبين لنا أن الخطوة الأولي والأساسية لتغيير سلوك الانسان هي تغيير فكره وليس المقصود من تغيير الفكر تلك القناعة العابرة التي يبديها العقل نتيجة قراءة أو مناقشة ، فهذا من شأنه أن يُحدث تغييرا وقتيا ينتهي مفعوله بغياب الفكرة من العقل ، ولكن تغيير السلوك يبدأ بتغيير ما ترسب لدينا من أفكار و معتقدات خاطئة واستبدالها بأفكار ومعتقدات صحيحة.

هذا التغيير يحتاح ثلاثة أمور:

أولا-اقتناع العقل المدرك بالأفكار الجديدة.

ثانيا- تكرار مرور تلك الأفكار علي العقل.

ثالثا-ممارسة مقتضيات تلك الأفكار.

احتياجات التغيير القرآني

أولا-تفريغ أكبر وقت للقرآن وعدم الانشغال بغيره-قدر الاستطاعة- ليتمكن القرآن من إعادة تشكيل العقل وترسيخ المعاني فيه وبناء القاعدة الايمانية في القلب، ومعرفة النفس معرفة حقيقية وتزكيتها وترويضها علي القيام بطاعة الله مع تحري الصدق والاخلاص، وهذا يستدعي المداومة علي قراءته واعتباره أنه بمثابة الوجبة اليومية للعقل والقلب والنفس ، فيها يتم دوام التذكير ، ووضوح الرؤية ومن خلالها تتولد الطاقة الدافعة للعمل.

ثانيا-التركيز الشديد عند قراءته والانصات التام له وعدم السماح للذهن أن يشرد.

ثالثا-القراءة ببطء وترسل للتمكن من فهم المراد من الآيات.

رابعا-تدبر الآيات وفهم المعني الاجمالي المقصود منها ، وأن يكون الهدف من قراءته البحث عن الهدف من قراءته البحث عن الهدي فيه لتحقيق المقصد من نزوله.

خامسا-ترديد الآية التي تؤثر في القلب لاستثارة المشاعر وترسيخ المعني في اللاشعور وزيادة الايمان في القلب.

سادسا-حسن الاستفادة من الطاقة المتولدة من القراءة بتوجيهها نحو أعمال البر المختلفة والتي دلت عليها القراءة.

سابعا-حفظ ما تيسر منه أو حفظه كله ليسهل التعبد به وقراءته واستدعاؤه في أي وقت.


كان لي تجارب في هذه الخطوات التي ذكرها د/مجدي فبالنسبة لتفريغ وقت والمواظبة اليومية ففي بداية التزامي عقدت العزم علي المواظبة علي ورد التلاوة يوميا بعد صلاة الفجر وبالفعل كنت أشعر بسعادة بالغة طول يومي............ كنت عندما أمشي في الشارع بجوار الأشجار أشعر بتسبيحهم ......... أقول لربي : يارب عبيدك كثيرون و أنا غلبانة جدا ....أين أجد القوة والعزم علي الاستمرار علي طاعتك بدون أن يصيبني الفتور؟.........يارب أنا سأضيع بدون رحمتك.........يارب هذه الأرض التي أمشي عليه أكيد كان مدفون بها بشر من أزمنة سابقة .......يارب ارحمني إذا صرت إلي ما صاروا إليه..........وترن في إذني آية 37 من سورة الإسراء :{ وَ لَا تَمْشِ فِي الْأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأرْضَ وَ لَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}، فأشعر بالخجل الشديد من نفسي وأقول أنت فاكرة نفسك أية ؟ أنت ضئيلة جدا في ملكوت الله .....ولكن بحبك لله وخدمتك له سيعطيك الله عزوجل العزة المسمتدة من عزته.

في علم الطب والصيدلة يقولون أن الدواء حتي يكون فعالا لابد أن تُخذ الجرعة مضبوطة وبانتظام حتي يتم الشفاء لذلك فعلا وعن تجربة صدقوني عندما يكون القرآن صديقك الذي تأتي به يوميا سيأتي التغيير.

وبالنسبة للاستفادة من الطاقة المتولدة من القراءة .........أحيانا نمر علي آية بها أمر من الاوامر .....صدقني إذا تفكرت في الآية جيدا وقلت هذا كلام ربي لي أنا؟..........عندما يطلب من أعز انسان في حياتنل أي طلب نسارع بالقيام به والتضحية من أجله..........فما بالكم برب العزة سبحانه وتعالي.........مالك الملك.....

أحد أهم عيوبي قبل الالتزام الأنانية وحب الامتلاك كنت أحب أشياء بصورة مبالغ فيها وأتضايق إذا ضاعت من أستيكة صغيرة جدا ...لأنها معي من أيام الثانوي وعشرة بأه...........؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!!! وأتضايق إذا أحد من أخوتي استخدم شئ من أشياء لكني كنت أسكت لكن بداخلي أبكي..............وعندما قرأت الأية: قال تعالي : { لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّي تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ] آل عمران:92[ وجدت نفسي أقول : لاااااااااااااا..........لابد أن أربي نفسي ....وبالفعل جمعت كل لعبي (العرائس والدباديب) التي كنت أرفض أن يلمسها أحدا وتبرعت بهم لدار أيتام ............ممكن تضحكوا عليا لكن فعلا الخطوة كانت صعبة عليا فوق ما تتصوروا.....ومن يومها وإذا أحببت شئ وفرحت به وشعرت أنه غالي علي أعطيه لأحد.....لأن الله عز وجل نزع مني هذه الصفة السيئة بل إني أشعر أني عندما أتبرع أو أهدي ما أحبه للناس بنية التقرب إلي الله سوف يدخر لي الله عز وجل هذا الشئ في الجنة. هذه كانت بعض خواطري وتجاربي مع القرآن................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق