الخميس، 19 أغسطس 2010

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)}
مقتطفات من تفسير السعدي:
يقول تعالي لنبيه :" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا" أي علمناه كتاب الله فصار العالم الكبير" فَانْسَلَخَ مِنْهَا" أي انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات الله فإن العلم بذلك يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ويرقي إلي أعلي المقامات وأرفع الدرجات. فترك هذا (كتاب الله) وراء ظهره ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب وخلعها كما يخلع اللباس فلما انسلخ منها " أَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ " أي تسلط عليه، حين خرج من الحصن الحصين وصار إلي أسفل سافلين فأزه إلي المعاصي أزا " فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ " بعد أن كان من الراشدين المرشدين وهذا لأن الله تعالي خذله ووكله لنفسه، فلهذا قال :" وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا" بأن نوفقه للعمل بها فيرتفع في الدنيا والآخرة فيتحصن من أعدائه " وَلَكِنَّهُ" فعل ما يقتضي الخذلان ، إذ " أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ" أي إلي الشهوات السفلية والمقاصد الدنيوية " وَاتَّبَعَ هَوَاهُ" وترك طاعة مولاه " فَمَثَلُهُ" في شدة حرصه علي الدنيا وانقطاع قلبه إليها " كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ" أي لايزال لاهثا في كل حال ولا يزال حريصا ، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شئ من النيا.
" أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ" أي ركن إلي الدنيا ورضي بها وتقاعس.

سبحان الله .....كم من مرة قرأت هذه الآية ومررت عليها مرور الكرام تخيلا أنها تتحدث عن شخص معين ولها قصة معينة وللأسف الشديد وأرجو أن يسامحني الله كنت أتخيل فعلا أن المعاني "لرفعناه" " أخلد" فعلا علي المعني الدارج الظاهر لنا.
لم أتخيل في أي مرة من المرات إني مخاطبة بهذه الآية ....رحماك ربي كم من آية في كتابك تجاهلت وربما لازلت أتجاهل خطابها لي ..... ومن المفترض أني من أهل القرآن......ولكن مهلا هذا هو الاختبار الحقيقي لهذا السؤال المحير هل أنا من أهل القرآن أم لا؟
ومن الواضح أن الاجابة أن الوقت لازال مبكرا جدا أن اقترب من هذه المنطقة.....لازال أمامي الكثير والكثير.....كم كنت عمياء طوال هذه السنين الماضية ، نعم كنت أقول بلساني يلزمني علم كثير لكن قلبي ماذا كان يقول ؟ الآن في هذه اللحظة فقط قلبي يقول أنا لا أحمل أي علم أنا أحمل فقط ألفاظ لا أفهم 99% منها حقيقة الفهم.
بالرغم من ذلك أشعر أن الآيات تحكي قصتي ، لا لم أكن عالمة كبيرة ولكن كنت علي الأقل مختبأة أحتمي في جنبات الحصن الحصين.....كنت أحاول أن اقترب من هذا الحصن مهما اشتدت الظروف كان ورد تلاوتي أغلي عندي من أي شئ ، كان رغبتي في الفهم والتعلم أقوي من أي رغبة وأي دافع، كان قلبي يحب الله بصدق فيرغب أن يقترب ويقترب ، كنت استأنس بالله وكنت أفضل وحدتي وأطلبها عن أي صحبة في الدنيا .......في هذه الحالة كنت في حماية............
ولكن عندما تعطلت بوصلتي وتوجهت لقبلة خطأ متوهمة أنها الحقيقة لم ألاحظ أن حصني قد تهدم وأني أوكلت إلي نفسي .............
رحماك ربي أعدني إلي حصني ولا تكلني إلي نفسي...........
لفظ (انسلخ منها) في الآية تشعرني بالجهد أي أنه بذل جهد لكي ينسلخ ...لم تكن عملية سهلة في خطوة واحدة ولكن كانت عملية طويلة من خطوات وسلسلة من التنازلات...نعم للأسف تنازلت عن طوبة طوبة من حصني حتي لم أعد أملك أي جدار احتمي به.
آه يا نفسي لماذا تتعجبي من النتيجة؟ فهي معادلة بسيطة وسنة كونية من سنن الله.....أنت انسلخت من حماية الله فماذا كنت تنتظري؟
ربي إنك لاتمحو الخبيث بالخبيث ولكن تمحو الخبيث بالطيب فيارب اقبل توبتي وامحو ما كان وارزقني ما سيكون واجعله طيبا خالصا لوجهك ، رب ارزقني صدق التوجه إليك....يارب ارزقني الشوق إلي لقائك.

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

{الحمد لله رب العالمين }

هل تذكر هذه الآية .....؟؟؟
هل شعرت بها فعلا ..........
هل جربت إنك تدخل في الصلاة وأنت دموعك تسيل علي وجهك تقول تكبيرة الاحرام ..........
دعاء الاستفتاح ........
تبسمل ثم تقول الحمد لله .............
أنت تشعر بألم شديد جدا وتشعر بكره للحياة وممكن تكون غير راضي عن مصيبتك لكن تحاول أن تظهر بمظهر الراضي لكن في أعماق أعماق نفسك الحزن والألم ............
فكر معي كيف ستقولها وأنا أسفة أنت غير حامد لله فعلا بداخل قلبك هل تستطيع أن تقول بلسانك فقط ...........
وهل تتخيل أن الله يرد عليك ويقول حمدني عبدي!!!!!!!!!!!
كان لي تجارب كثيرة مع هذه الآية :
يوم وفاة أبي بعد صراع طويل مع الألم والمرض وكنت عارفة أن النهاية قريبة جدا بكلام الاطباء ولم يعد بامكان أحد أن يساعده.............
لم أكن في البيت وعندما بلغوني وأحضروني ............دخلت عليه في نفس الحجرة ونفس الفراش الذي اعتدت في الايام الماضية أن أجلس علي الأرض بجوار قدميه حتي إذا أراد شئ يجدني بجواره........كشفت وجهه وقبلته بالرغم من أنهم حاولوا أن يمنعوني ...........صدقا انهرت بالرغم من معرفتي أن لا نجاة من مرضه .......وأني في وقت الوفاة بالضبط وقت صلاة العصر كنت في مكان آخر أتوسل إلي ربي أن يشفيه ولم أكن أعرف أن في نفس اللحظة أبي توفي .............عندما حانت صلاة المغرب توضأت دخلت حجرتي كي أصلي ....لن أصف مقدار ألمي لم أكن أستطيع أن أتكلم مع أحد .........وكان صوته وصوت صراخ الألم الذي تعودنا عليه في آواخر الأيام يتردد في إذني .................
يا مني هل ستقولي فعلا الحمد لله ؟؟؟؟؟؟ دخلت في الصلاة وأنا لا أدري ماذا سأقول لا أريد أن أكذب........ولأنه هو الرحمن الرحيم رزقني سكينة وراحة بمجرد البسملة وعندما حانت اللحظة أن أقول الحمد لله ............الحمد لله أن جعل لساني وقلبي يقولون الحمد لله رب العالمين وانهرت في البكاء وعندما سجدت أول سجدة شعرت فعلا أن لا ملجأ منه إلا إليه............شعرت فعلا بأني أحمد الله لأنه ملاذي لأنه رزقني التماسك ورزق أهلي الصبر في هذه اللحظات الأليمة التي لن أنساها أبد ما حييت ..............
يارب سبحانك ........أخذت أقرأ سورة يس والصافات وص .......شعرت أن هذه الايات حضن يحتويني .....لأني من المفروض أن أكون من أهل القرآن فلابد أن أثبت أهلي ..................
سبحانك ربي لك الحمد علي أنك رزقتني الاسلام ورزقتني القرآن ورزقتني الصبر وعند خروج أبي من المنزل وهو مرتدي كفنه شعرت بأني أريد أن أصرخ وفعلا أنا أفهم مشاعر من يصرخ في هذا الوقت نار تأكل كل جسمي ولكن الحمد لله رب العالمين لم أجد شئ أقوله غير الحمد لله رب العالمين ولا إله إلا الله وأرغم أهلي أن يقولوها ...........وعند الدفن وفي أول ليلة لأبي شعرت أي خائفة عليه عايزة أكون معه أثبته لكن رزقني الله الدعاء له ورزقني حسن الظن في الله أن قرآني سيؤنسه في القبر ...............
سبحانك ربي لولا رزقتنا التوبة لم نكن لنتوب ..لولا رزقتنا الرضا لم نكن لنرضي
الحمد لله إنك ربي ....أنك ملاذي الذي لايتركني أبدا.

الاثنين، 9 أغسطس 2010

اللهم اجبر كسري

{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ } البقرة:107.
سبحان الله .........أشعر أن تلك الآية تخاطبني جدا وتؤنبني جدا علي كل دمعة عين نزلت مني علي أي شئ تعلقت به في الدنيا ولم يقدره الله لي..........ألم تعلم يا **** أن الله هو مالك هذا الشئ ولوأراد أن يرزقك به وأن ليس لأحد سلطان في ذلك ، وإنك مهما طلبتِ من الناس لن يعطوك لأنهم فقراء.
ليس لك إلا الله .........يا**** لم تعلق قلبك بأشخاص متخيلة أنهم ممكن ينقذوك ممكن يصلَّحوك؟؟؟؟!!!!
هل **** .........هل****...... قادرين أنهم يكونوا نصيرك ؟ هل ممكن يعطوك علم ......أو ايمان أو راحة نفسية الله لم يقدرها لك ؟؟؟؟
سؤال صريح ومؤلم كم مرة لجأتي لربنا عندما ينتابك ألم ؟....خلال الفترة الماضية كنت عندما تكوني متضايقة تفكري إنك لازم تكلمي مع**** تحلمي أن تكلمي*****.......تحاولي توصلي ل**** عشان تكلميها !!! وتركت فرصة مفتوحة لك كل ثانية ،تركت سجادتك أمام الدولاب تركت مكانك اللي طالما قعدت فيه قبل كده ولم يكن أحد يشعر بك ولا يعلم عنك شئ تركت قطعة الجنة التي كنت تلجأي لها ..........ولجأتي للبشر!!!!!!!!
أنت عارفة يا**** أنت تستاهلي كل اللي حصل لأنه بسببه رجعت تاني لمكانك رجع قلبك يطلب من الملك ........يتذلل له .....يتعلق به فقط ...وسبحان الله عندما تركتي الدنيا ولجأتي لربنا .......ربنا أعطاكي ما كنت ترغبين فيه أعطاكي علاقة أخوة في الله بشرية لم تكوني تحلمي بوجودها .....أعطاكي****.......ولكن فقط عندما رفعتي يدك إلي الله وطلبتي منه أنه هوفقط يعالجك.............يارب أعلم أنك أنت ملك السماوات والأرض وليس لي إلا أنت أقول ذلك بلساني ولكن ....أنت وحدك تملك قلبي ......تملك عقلي ........تملك نفسي التي بين ضلوعي فأجعل علمي وإيماني هذا ايماننا حقيقيا........يارب بقدرتك علي نفسي قويني .....يارب أنت الملك وماعداك فقير .........يارب لا ترضي لي الغفلة ..لا ترضي لقلبي الظلمة ...يارب طهر قلبي .....يارب ارزقني حبك ...........أي حب غير حبك أخرجه من قلبي .......يارب ارزقني حبك ........هذا هو الشئ الوحيد الذي أتحرك ........يارب عندما فقدته فقدت حياتي ...............اغفر لي غروري وتكبري ........اغفر لي نسياني لحبك .......يارب لا تكتبني من الجاهلين ............يارب اجبر كسري...

الأحد، 8 أغسطس 2010

{كُلُّ نَفْسٍ ذَاَئِقَةُ الْمَوْتِ}

بسم الله الرحمن الرحيم
{كُلُّ نَفْسٍ ذَاَئِقَةُ الْمَوْتِ وإِنََّمَاتُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيا إِلَا مَتَاعُ الغُرُورِ}[آل عمران:185]
أنت خلاص ميتة يا مني ........أنت عايزة إيه ......أي شئ أنت تمتليكيه الآن ستفقديه "لا فخر لميت " في لحظة كل شئ ينتهي.......فلابد ألا يتعلق قلبك بأي شئ في هذه الدنيا.........كل هذا ستفقديه .......لاتحزني إنك فقدتي بابا و*** و**** و****. فحتي إذا كانوا معك الآن ........فهم ليس ملكك لأن في لحظة كل شئ ينتهي فماهو معني البقاء؟..........البقاء لله وحده.........الجزء النقي في قلبك هوما سيبقي ، هو لن تفقدية مقياس نجاحك من عدمه ...............مقياس أنت صح أم خطأ ؟!!!! ليس هنا .......المقياس هو " إنما توفون اجوركم يوم القيامة " أنت لن تأخذي أجرك هنا .....ولكن أجرك هناك........ فوزك يوم ماتدخلي الجنة وقتها فقط ستستريحي ،...........وقتها ستأخذي كل حاجة .......عارفة يامني وقتها ستطلبي من ربنا أي شئ ويعطيه الله لك في الجنة ، ولكن هذه الحياة التي تحبيها ليس فيها فوز وليس فيها متاع ، كل ماتمتلكيه أنت حقيقة لا تمتلكيه ......إنت فاكرة إنك تمتلكيه لأنك مغرورة ولا تدري مدي ضعفك ومدي ضآلتك ، أنت لك في هذه الدنيا حاجة واحدة فقط ----------> حبك لله ،شعورك بقلبك بالسجود كل لحظة كل دقيقة ..........أنت كنتي تمتلكي هذا الشعور ولكن تركتيه يفلت منك واتغرتي بمتاع الدنيا ..........تطلعت لل**** واهتمامته......تطلعتي ل*****، تطلعتي لأن الناس يقولوا إنك حلوة ..........أنت من قبل أنك تريدي أنت تكوني مثل ****....أنت زبالة لأنك كنت عايزة تكوني مثلها بالنسبة للناس وتجمع الناس حولها والاعتماد عليها والاحساس أنك لك دور كبير .... لكن هل كنت تريدي أن تكوني مثلها كقلب وعلاقتها بربنا !!!!!!!
مني ربنا أراد من خلال الفترة الماضية إنك تخسري كل شئ حتي نفسك لتعرفي إنك ليس لك إلا هذا الشعور ......فأرجوك يامني تتمسكي به ......هوبدأ يعود لك نتيجة لشعورك بالضعف والذل لله.
نقاط عملية :
1- النية ومراجعتها
2- تفكري في ذنوبك
3- أي شئ نفسك فيه في الدنيا هو زائل "متاع الغرور" ولكن فقط تملكيه هناك عندما يكتبه لك الله .............
يارب ........أنا عايزة أروح هناك........ أناعارفة أني لا استحق لكن يارب رحمتك أرجو......
اللهم ارزقني الشوق إلي لقائك .

السبت، 7 أغسطس 2010

"أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ"

" يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ للِرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"
الأنفال:24
الجزء " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ" ........يؤلمني وأشعر أنه يقول لي افيقي من غفلتك ........ عندما قرأت التفسير كان المعني يقول أن في لحظة تتوفي وتترك كل شئ أحببته وتعلقت به في هذه الدنيا.............وأنا أشعر بمعني آخر أنا في أي لحظة ممكن تفقد قلبك نعم أنت حي ولكن قلبك ميت لأنك ضعيف جداا ولا تملك قلبك .........لا تغتر ولا تتصور أنك عندما تؤدي الطاعة وتحب العمل في الدعوة وتتحمل المشقة.........يكون هذا لأنك كويس .........لااااااااااااا........ربنا هو المتحكم في قلبك فيوجهه إلي حب الطاعة وفي لحظة تحرم حب الطاعة وتكون هذه الفترة امتحان هل ستصمد؟ أم أنك كنت تؤدي الطاعة لأنك تحبها ولكن لا تفعلها إذا كانت ثقيلة؟.......هل تتبع هوي نفسك أم تتبع رضا الله وتجاهد نفسك؟؟؟؟؟

"أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ" ربنا هو المتحكم فيك وهو أقرب من نفسك منك...............

يارب أنا لا أملك قلبي لا أملك حواسي لا أملك عقلي ولا أملك شئ يارب اغفر لي واحمني ........لا تجعل قلبي قلب غافل .يارب أنت أعطيتني الكثير وأنا لم أطلبه ..........بارب لا تبخل علي بقلبي يارب اعد لي قلبي الذي يحبك يارب ...أغنني بحبك عن من سواك......يارب اغنني عمن أغنيت قلبه عني.......

الجمعة، 6 أغسطس 2010

أصدقائي

أصدقائي!!!!!
أنا كنت دائما أدعو الله اللهم اجعل القرآن رفيقا لي وصديقا لي في الدنيا والآخرة ...........وعندما كنت اعلم أن صديقاتي خرجوا مع بعض ونسوا أن يقولوا لي أخرج معهم.........كنت أقول لا توجد مشكلة أنا عندي أصدقاء لن يتركوني أبدا إن شاء الله .......ملازمين لي دائما هم آيات القرآن وحروفه ....كنت أشعر بأن كل حرف صديق شخصي جدا شهد أحداث معينة في حياتي أثناء تسميعي ومراجعتي وتفاعل معي بشكل خاص ..........قد يتهمني الناس أني مجنونة ولكني كنت أشعر بالفعل ان كل حرف من حروف القرآن يكلمني ويهمس لي ويخاطبني باسمي ...........يا فلانة أعملي كذا وكذا.........يافلانة لاتحزني........يا فلانة كيف تفكري بهذه الطريقة؟!..........يافلانة أنا زعلان منك إنك تركتيني هذه المدة ........كيف استطعتي أن تبعدي عني؟!
بصراحة أنا كنت أقتح المصحف وأجلس معه بهذا الشعور.. شعور أني أجلس مع أصدقائي.............ومن حولي أشعر بالملائكة......أشعر أن هذا عالمي.........قد لا أنسجم مع البشر ولا أتفاعل معهم بصورة جيدة........يشعر من حولي أني لست معهم لأني فعلا أتفاعل مع أصدقائي الحقيقين الذين لا أراهم ولكني أحسن الظن بربي أني سأراهم هناك.
أنا كنت أخاف أقول وأكتب هذا الكلام أو أخرجه خارج قلبي حتي لا يتأكد الناس أني مجنونة ولكن عندما قرأت كلام الشيخ سيد قطب شعرت بالذهول معقول هناك أحد يفهمني؟!!!!
يقول الأستاذ سيد قطب:
هكذا عدت أتصور سور القرآن ، وهكذا عدت أحسها ، وهكذا عدت أتعامل معها بعد طول الصحبة ، وطول الألفة ، وطول التعامل مع كل منها وفق طباعه واتجاهاته وملامحه وسماته..............
وأنا أجد في سور القرآن تبعا لهذا وفرة بسبب تنوع النماذج ، وأنسًا بسبب التعامل الشخصي الوثيق وإمتاعا بسبب اختلاف الملامح والطباع ، والاتجاهات والمطالع.....
إنها أصدقاء........كلها صديق.......وكلها أليف ...........وكلها حبيب ..........وكلها ممتع ........وكلها يجد القلب عنده ألوانا من الاهتمامات طريفة ، وألوانا من المتع جديدة وألوانا من الايقاعات ، وألوانا من المؤثرات تجعل له مذاقا خاصا وجوا منفرد ومصاحبة السورة من أولها إلي آخرها رحلة..........رحلة في عوالم ومشاهد ورؤي وحقائق وتقريرات وموحيات ، وغوص في أعماق النفوس واستجلاء لمشاهد الوجود..........لكنها كذلك رحلة متميزة المعالم في كل سورة ومع كل سورة......

عندما سُئل الامام الشهيد حسن البنا عن أفضل التفسير للقرآن : قال " قلبك فقلب المؤمن لا شك هو أفضل التفاسير لكتاب الله تبارك وتعالي"
 
الفكرة بمنتهي البساطة إني أحضرت كشكول وكل يوم اختار آية من آيات القرآن الكريم أثرت في بشدة في هذا اليوم (سواء من ورد التلاوة أو سمعتها) وأجلس مع نفسي أفكر فيها وأكتبها في الكشكول ثم أكتب تأثيرها في.......هذا ليس تفسير للآية لكن كيف أثرت في وفي حياتي أنا .......
هذه هي الفكرة بمنتي البساطة ......أنا هانشر بعض من تجاربي مع التأكيد أن هذا ليس تفسير ولكن أفكاري ومشاعري من تأملي للآيات.

الخميس، 5 أغسطس 2010




قال الإمام الشاطبي –رحمه الله تعالي:

فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكًَا                 مُجَلًّا لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِلًّا
هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِدَكَ عَلَيْهُمَا                  مَلَابِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالْحُلَا
فَمَا ظَنًّكُمْ بِالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِه               أَولَئِكَ أَهْلُ اللَّهِ وَالصَّفْوةُ الْمَلَا
أُولُوا الْبِرِّ وَ الْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ والتُّقَي   حُلَاهُم بِهَا جَاءَ القُرآنُ مُفَصَّلَا

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

" كونوا للعلم رُعاة ولا تكونوا له رواة" رواه أبونعيم.



قال الشاعر محمد إقبال –رحمه الله تعالي:

أيها الشادي بقرآن كريم               وهو كالصخرة في البيت مقيم
قم وأبلغ نوره للعالمين                   قم و أسمعه البرايا أجمعين
إن تكن في مثل نيران الخليل          أسمع النمرود توحيد الجليل
من له من ثورة الهادي نصيب       فهو من جبريل في الدنيا قريب
حينما آمنت بالله الأحد                  لم أذل النفس يوما لأحد
إن أكن في صورة النمل خفاء        لست أرجو من سليمان عطاء
ياغريبا من ضياء المصطفي         عد إلي الحق تجد نور الصفا

 القرآن علم يدعوا للعمل:

إن قيمة العلم الحقيقة فيما يحدثه من خشوع في القلب يدفع صاحبه للعمل.

" عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: ( كنا مع النبي صلي الله فشخص ببصره إلي السماء ، ثم قال ( هذا أوان يُختلس العلم من الناس حتي لا يقدروا منه علي شئ ) فقال زياد بن لبيد الأنصاري : كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ، فوالله لنقرؤه ولنُقرِئنه نسائنا وأبنائنا؟ قال صلي الله عليه وسلم : ( ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعِدَّك من فقهاء أهل المدينة ، هذه التوراة والأنجيل عند اليهود والنصاري فما تغني عنهم؟!) قال جبير : فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته الذي قال أبو الدرداء ، قال : صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع ، يوشك أن تدخل مسجد الجامع فلا تري فيه رجلا خاشعا" رواه الترمذي وقال حسن غريب.

فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن العلم عند أهل الكتابين من قبلنا موجود بإيديهم ولا ينتفعون بشئ منه لما فقدوا المقصود منه ، وهو وصوله إلي قلوبهم حتي يجدوا حلاوة الايمان به ومنفعته بحصول الخشية والإنابة لقلوبهم وإنما هو غلي ألسنتهم تقوم به الحجة عليهم، من هنا يتبين لنا خطورة التحذير النبوي : " القرآن حجة لك أو عليك " رواه مسلم.

تدبرالقرآن:

· يقول د/ يوسف لبقرضاوي في كتابه " كيف نتعامل مع القرآن العظيم":

( فتفسير مراد الله واستنباط الأحكام الشرعية هما منزلة خاصة بالعلماء والمفسرين أما الفهم والاعتبار والتذكر والاتعاظ فلا عذر لأحد في تركه"

· يقول القرطبي في قوله تعالي :{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُنَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَلُهَا}]محمد:24[ ودل ذلك علي وجوب التدبر في القرآن ليُعرف معناه.





وصايا الصحابة للانتفاع بالقرآن :

1- التفرغ للقرآن وعدم الانشغال بغيره :

يقول ابن مسعود: " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره "

قال الحارث بن الأعور : دخلت المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت علي علي فقلت ألا تري أن الناس يخوضون في الأحاديث في المسجد؟ قال : قد فعلوها؟!! قلت :نعم ، قال : أما إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :" ستكون فتنة" ، قلت : وما المخرج منها؟ ، قال: " كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله ، فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا) وهو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به هُدي إلي صراط مستقيم"

2-تأكيدهم المستمر بأن المعني هو المقصود من التلاوة والعمل هو ثمرته:

يقول عمر بن الخطاب : "لا يغرنك من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به "

يقول ابن عباس: قال تعالي : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) ]البقرة:121[ قال : يتبعونه حق اتباعه، وقال عكرمة : ألا تري أنك تقول فلان يتلو فلان أي يتبعه ( والشمس وضحاها* والقمر إذا تلاها)]الشمس:1-2[ .

يقول عبد الله بن مسعود : إنا صعب علينا حفظ القرآن وسهل علينا العمل به وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به.

إذن فالعمل مقدم علي الحفظ .

3-تصحيح مفهوم حامل القرآن:

يقول عبد الله بن عمرو بن العاص: " من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما فقد أُدرجت النبوة بين كتفيه، غير أنه لا يوحي إليه"

وكان أبوعبد الرحمن السلمي إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه ووضع يده علي رأسه وقال له : ياهذا اتق الله ، فما أعرف أحدا خيرا منك إن عملت بالذي علمت.

4-الايمان قبل القرآن :

غرس قواعد الايمان في القلب وإقامة صرحه وتمكنه من الإرادة قبل حفظ حروف القرآن.

5- ضرورة تدبر القرآن وفهمه وتحريك القلب به:

فالعبرة ليست بكم القراءة بقدر ماهي بالمعاني المستخرجة منها والتي تحرك القلوب وتدفع للعمل .

يقول الحسن بن علي : اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرأه.

6- عدم التعمق في إقامة حروف القرآن:

يقول عبد الله بن مسعود : إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه.......تحفظ فيه حدود القرآن، وتضيع حروفه .........قليل من يسأل........كثير من يعطي....يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة..... يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم وسيأتي علي الناس زمان كثير قراؤه قليل فقهاؤه ...تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده ........ كثير من يسأل قليل من يعطي .......يطيلون الخطبة ويقصرون الصلاة ويبدون أهوائهم قبل أعمالهم.

7-اترك نفسك للقرآن وتمسك به : يقول عبد الله بن مسعود: القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلي الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلي النار. 


هدفي :


الانشغال بالقرآن


فما معني الانشغال بالقرآن

يقول د/مجدي الهلالي:



· الانشغال بمعانيه ومواعظه وجوانب هدايته وامتلاء القلب بها وتمكنها من العقل الباطن واللا شعور فينعكس ذلك علي خواطر العبد واهتماماته.

· الانشغال بحمل معانيه إلي الناس ودعوتهم إلي الجلوس المباشر معه وإزالة الحاجز النفسي بينهم وبينه.

· الانشغال بتعريف الناس بربهم عن طريقه.

· السعي الدءوب علي تحويله إلي واقع ملموس في حياة الناس ليصبح دستور الأمة ...... وهذا لن يتم إلا بوجود جيل قرآني يدعو إلي الله بأفعاله قبل أقواله.

· الانشغال بدوام تلاوته بالليل والنهار ، وحفظ آياته ولكن بمثل الطريقة التي كان يحفظ بها الصحابة فيتعلم الايمان وجوانب الهداية من الآيات قبل حفظها.

انتهي كلام د/مجدي:
تفكروا معي تفكروا معي إن كل خطوة من خطواتي أكون منشغلة بالقرآن كيف ذلك؟.........ليس معني ذلك التفرغ بقراءته طوال الليل والنهار ولكن أنا أتحرك في عملي أو دراستي أحاول أن أكون قدوة لمن حولي بخلق القرآن وأيضا مع أصدقائي بدعوة مباشرة لتعلم القرآن أو بدعوة غير مباشرة بأن أكون مثالا سليم للتربية بالقرآن............وكذلك مع أهلي ..............

أيضا في كل خطوة من خطوات تنقل معني من معاني القرآن كحل مشاكل من يتعاملون معك حتي يدركوا أن القرآن منهج للحياة.


الانشغال بغسيل قلبي من الذنوب والحقد والحسد والعجب وكل ما يغضب الله............فعند التلاوة اجعل كل آية تدخل قلبي فتطرد ما سوي القرآن.........كيف يكون هدفك الانشغال بالقرآن وعندما تجلس أمام المحف يكون عقلك منشغل بغيره!!!!!!!!!!!!!!!!


هل لديك شخص عزيز عليك جدا؟........عندما تجلس معه تنصت له جيدا ولا تسرح بل من الممكن أيضا ألا تجيب علي الهاتف حتي لا يشغلك شئ عنه............وإذا غاب عنك فترة ثم علمت أنك ستقابله ألا تفكر في هذا اللقاء وتستعد لأن تتكلم معه في همومك ومشاكلك.................


صدقني القرآن رسالة الله إلينا لكل فرد........وإذا اقتربت من القرآن ستجد آيات القرآن تحتضنك وتصبح صديقك المخلص الذي يهمس في أذنك ليعينك علي الخروج من الدنيا بسلام.........صديق لا يفارقك أبدا.

التغيير

باقي كلام د/مجدي:

ولأن الذي يشكل فكر الإنسان ونشاطه المعرفي ليس هو الأحداث والمثيرات التي يتعرض لها في بيئته بشكل مباشر ، بل الذي يؤثر بالفعل هو تقييمه وتصوراته لهذه الأحداث والمثيرات.

من هنا يتبين لنا أن الخطوة الأولي والأساسية لتغيير سلوك الانسان هي تغيير فكره وليس المقصود من تغيير الفكر تلك القناعة العابرة التي يبديها العقل نتيجة قراءة أو مناقشة ، فهذا من شأنه أن يُحدث تغييرا وقتيا ينتهي مفعوله بغياب الفكرة من العقل ، ولكن تغيير السلوك يبدأ بتغيير ما ترسب لدينا من أفكار و معتقدات خاطئة واستبدالها بأفكار ومعتقدات صحيحة.

هذا التغيير يحتاح ثلاثة أمور:

أولا-اقتناع العقل المدرك بالأفكار الجديدة.

ثانيا- تكرار مرور تلك الأفكار علي العقل.

ثالثا-ممارسة مقتضيات تلك الأفكار.

احتياجات التغيير القرآني

أولا-تفريغ أكبر وقت للقرآن وعدم الانشغال بغيره-قدر الاستطاعة- ليتمكن القرآن من إعادة تشكيل العقل وترسيخ المعاني فيه وبناء القاعدة الايمانية في القلب، ومعرفة النفس معرفة حقيقية وتزكيتها وترويضها علي القيام بطاعة الله مع تحري الصدق والاخلاص، وهذا يستدعي المداومة علي قراءته واعتباره أنه بمثابة الوجبة اليومية للعقل والقلب والنفس ، فيها يتم دوام التذكير ، ووضوح الرؤية ومن خلالها تتولد الطاقة الدافعة للعمل.

ثانيا-التركيز الشديد عند قراءته والانصات التام له وعدم السماح للذهن أن يشرد.

ثالثا-القراءة ببطء وترسل للتمكن من فهم المراد من الآيات.

رابعا-تدبر الآيات وفهم المعني الاجمالي المقصود منها ، وأن يكون الهدف من قراءته البحث عن الهدف من قراءته البحث عن الهدي فيه لتحقيق المقصد من نزوله.

خامسا-ترديد الآية التي تؤثر في القلب لاستثارة المشاعر وترسيخ المعني في اللاشعور وزيادة الايمان في القلب.

سادسا-حسن الاستفادة من الطاقة المتولدة من القراءة بتوجيهها نحو أعمال البر المختلفة والتي دلت عليها القراءة.

سابعا-حفظ ما تيسر منه أو حفظه كله ليسهل التعبد به وقراءته واستدعاؤه في أي وقت.


كان لي تجارب في هذه الخطوات التي ذكرها د/مجدي فبالنسبة لتفريغ وقت والمواظبة اليومية ففي بداية التزامي عقدت العزم علي المواظبة علي ورد التلاوة يوميا بعد صلاة الفجر وبالفعل كنت أشعر بسعادة بالغة طول يومي............ كنت عندما أمشي في الشارع بجوار الأشجار أشعر بتسبيحهم ......... أقول لربي : يارب عبيدك كثيرون و أنا غلبانة جدا ....أين أجد القوة والعزم علي الاستمرار علي طاعتك بدون أن يصيبني الفتور؟.........يارب أنا سأضيع بدون رحمتك.........يارب هذه الأرض التي أمشي عليه أكيد كان مدفون بها بشر من أزمنة سابقة .......يارب ارحمني إذا صرت إلي ما صاروا إليه..........وترن في إذني آية 37 من سورة الإسراء :{ وَ لَا تَمْشِ فِي الْأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأرْضَ وَ لَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}، فأشعر بالخجل الشديد من نفسي وأقول أنت فاكرة نفسك أية ؟ أنت ضئيلة جدا في ملكوت الله .....ولكن بحبك لله وخدمتك له سيعطيك الله عزوجل العزة المسمتدة من عزته.

في علم الطب والصيدلة يقولون أن الدواء حتي يكون فعالا لابد أن تُخذ الجرعة مضبوطة وبانتظام حتي يتم الشفاء لذلك فعلا وعن تجربة صدقوني عندما يكون القرآن صديقك الذي تأتي به يوميا سيأتي التغيير.

وبالنسبة للاستفادة من الطاقة المتولدة من القراءة .........أحيانا نمر علي آية بها أمر من الاوامر .....صدقني إذا تفكرت في الآية جيدا وقلت هذا كلام ربي لي أنا؟..........عندما يطلب من أعز انسان في حياتنل أي طلب نسارع بالقيام به والتضحية من أجله..........فما بالكم برب العزة سبحانه وتعالي.........مالك الملك.....

أحد أهم عيوبي قبل الالتزام الأنانية وحب الامتلاك كنت أحب أشياء بصورة مبالغ فيها وأتضايق إذا ضاعت من أستيكة صغيرة جدا ...لأنها معي من أيام الثانوي وعشرة بأه...........؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!!! وأتضايق إذا أحد من أخوتي استخدم شئ من أشياء لكني كنت أسكت لكن بداخلي أبكي..............وعندما قرأت الأية: قال تعالي : { لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّي تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ] آل عمران:92[ وجدت نفسي أقول : لاااااااااااااا..........لابد أن أربي نفسي ....وبالفعل جمعت كل لعبي (العرائس والدباديب) التي كنت أرفض أن يلمسها أحدا وتبرعت بهم لدار أيتام ............ممكن تضحكوا عليا لكن فعلا الخطوة كانت صعبة عليا فوق ما تتصوروا.....ومن يومها وإذا أحببت شئ وفرحت به وشعرت أنه غالي علي أعطيه لأحد.....لأن الله عز وجل نزع مني هذه الصفة السيئة بل إني أشعر أني عندما أتبرع أو أهدي ما أحبه للناس بنية التقرب إلي الله سوف يدخر لي الله عز وجل هذا الشئ في الجنة. هذه كانت بعض خواطري وتجاربي مع القرآن................


لازالنا مع التعريف بالفكرة


نستكمل كلام د/مجدي:
مصنع القرآن
إن الذي يقرأ أي كتاب له هدف من قراءته ،و الذي يستمع إلي شريط أو يقرأ صحيفة له هدف من ذلك والقرآن ليس بأقل من هذه الأشياء فلا ينبغي أن نقرأه لمجرد القراءة ، أو طلبا للثواب فقط دون النظر إلي الهدف الأسمي الذي من أجله أنزله الله عز وجل.
فالهدف الأساسي من نزول القرآن:
هو هداية الناس إلي الله وإلي صراطه المستقيم والعيش علي الأرض بأمان ، والعودة إلي الجنة بسلام .
· وكونها رسالة موجزة فلابد من قراءتها بتأن وتؤدة حتي يتمكن السامع والقارئ من فهم المقصود، قال تعالي:{ وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَي النَّاسِ عَلَي مُكْثٍ}]الإسراء106[
· ولأنها تخاطب العقل فقط بل الوجدان أيضا كان الأمر بترتيلها والتغني بها لتكون أكثر تعمقا في النفس ،قال تعالي :{ وَ رَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا}]المزمل4[
· ولكي يتم الستفادة منها كان من الضروري أن يداوم المسلم علي قراءتها يوميا ، فكان اتحفيز وشحذ الهمم لذلك برصد الجوائز لكل من يقرأ فيها حرفا فيكون ذلك دافعا لقراءتها ومن ثم حدوث المقصود من نزولها.
· ولأن المعني هو المقصود من القراءة كان الأمر بالانصات لها وتدبرها وإعمال العقل في فهم المقصود من خطابها ، قال تعالي:{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ}]ص
29[
انتهي كلام د/مجدي......عندما تفكرت في هذا الكلام شعرت بألم شديد لأني بطبيعة كوني من حملة القرآن ومعلمة قرآن فإن تعاملي مع القرآن يكون بصفة يومية ولا أبلغ أن أقول أنه يأخذ حوالي ثلث يومي مقسمة بين مراجعة وتلاوة وتعليم وتعلم.........فلماذا لا أشعر بالثمرة المرجوة؟ لا أنكر أني تغيرت لكن هذا التغيير كان في أول تعاملي فقط ............ولماذا طلبتي لا يتغيرون....كل خوفنا من تفلت القرآن وخطة المراجعة والامتحان بصفة دورية...........نعم القرآن يتفلت ويجب أن نتعهده لكن هل نتعهد الألفاظ فقط أم الواجب علينا أن تعهد المقصد الحقيقي من الألفاظ.........
لنفرض مثلا-ولله المثل الأعلي – إذا شجع الأب ابنه أنه سوف يحضر له هدية قيمة إذا ذاكر جيدا كل يوم ، وبالفعل ذاكر كل يوم لكن يوم الامتحان لم يذهب أوذهب ولم يكتب شئ في ورقة الاجابة هل سيعطيه الجائزة؟ .........هل كان الهدف مجرد الجلوس علي المكتب كل يوم للمذاكرة أم كان الهدف النجاح في الامتحان..........
كذلك مع القرآن ...نعم الحرف بعشر حسنات ...........لماذا ربنا يضع ثواب كبير علي مثل هذا العمل البسيط هل الهدف مجرد القراءة؟ ........ بالطبع لا ولكن الله سبحانه وتعالي يضع لنا حافز لنتعامل مع هذا الكتاب المعجز بشكل يومي لأنه منهج حياتنا.
فوجدت نفسي أسأل نفسي ومن حولي سؤال: لماذا أتعامل مع القرآن؟.....ماهو هدفي؟ لأني لابد أن يكون لي هدف حتي أصل له........فألهمني الله عز وجل الأجابة وأتمني من الله أن يحققها لي.
أهدافي في التعامل مع القرآن
1- تربية قلبي بالقرآن وتربية من حولي بالقرآن حتي نصل إلي "كان خلقه القرآن" يقول الامام ابن تيمية (من تدبر القرآن طالبا الهدي منه تبين له الحق.)
يقول تعالي:{يَوْم َ لَا يَنفَعُ مَالٌ ولَا بَنُونَ* إِلَا مَنْ أَتَي اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}]الشعراء88-89[
2- تحويله إلي واقع ملموس في حيلتي وحياة من حولي.
3- تعلم وتعليم علوم القرآن.
4- كل حرف حسنة-------->إذن القرآن طريقي إلي بيتي في الجنة
فحي علي جنات عدن فإنها منازلنا الأولي وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل نعود إلي أوطاننا ونسلم
5- بناء دولة الاسلام من خلال تعليم القرآن
يقول الستاذ سيد قطب رحمه الله: لا يدرك أسرار القرآن قاعد ولا يلم مدلولاته إلا انسان يؤمن به ويتحرك به، إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ويواجه مثل تلك المواقف التي تتنزل ليواجهها أو يوجهها.
6- سعادتي في الدنيا وفي القبر فأني فعلا أشعر وأنا أقرأ القرآن أني أجلس مع أعز صديق لي كل آية تربت علي كتف وتحتضني ، كل آية تهمس في أذني بنصيحة.
7- القرآن محفوظ بإذن الله تعالي إلي يوم الدين
يقول تعالي:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}]الحجر:9[
{ بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُتُوا الْعِلْمَ وَمضا يضج~حَدُ بِئَاياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}]العنكبوت:49[
إذن ليست القضية أننا سنحفظ القرآن حتي نحافظ عليه فالله عز و جل قد تكفل بحفظه.....ولكن القضية قضيتك أنت شخصيا هل الله عز وجل سيختارك لهذه المهمة؟



هذه كانت أهدافي في تعاملي مع القرآن............
فما هي أهدافك؟........
أرجوك تفكر لحظة......... ولا تبخل علي بأهدافك، صدقني ان نستطيع دخول مصنع القرآن لنكون رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلا إذا توقفنا للحظة وفكرنا لماذا نتحرك؟
المرة القادمة سوف نخطو الخطوة الثانية.........ولكن أتمني أن نتناقش أولا في الأهداف...........

تعريف بالفكرة

حقا هناك بعض البشر يتمتعون بقدر كبير جدا من الجراءة توشك أن تصل إلي البجاحة أحيانا
لم أكن أعرف أني في يوم من الأيام سأكون من هؤلاء البشر .....
أنشر 2 بلوج في يوم واحد (خلي بالك) في أول يوم لي في التدوين أساسا!!!! ألم أقل لكم جراءة أو بجاحة ....
مش أستني أما أشوف حد هيقرا لي ولا لأ!!!! لا طبعا أنا عندي مقدار من الثقة بالنفس إني واثقة إن محدش هيقرا .......لكن بجد البلوج ده ميعتبرش بلوج دي فكرة جاتللي من سنين وعملتها مع نفسي ونشرتها مرة في منتدي لكن للأسف المنتدي حصله تحديث فضاع الموضوع .....وأنا حاسة إن الموضوع جميل جدا والفكرة كلنا محتاجينها فعشان كده لما بقلب في كشكولي ولقيت الكلام اللي أنا كتباه حسيت إني لازم أعرضها علي حد.........فأرجوكم أقراؤها  يمكن تغير من حياتكم للأحسن.....وهنشر الكلام اللي أنا كنت كتبته من سنوات

أنا إنسانة عادية منذ خمس سنوات كنت مسلمة بحكم الاسم والبطاقة فنشأت وتربيت في بيت يحترم الأخلاق ويصنف الأمور إلي صح وغلط......الكذب غلط ....الصدق صح......في كل سنوات حياتي حرصت أن أكون صح وبالفعل وفقني الله عزوجل أن أكون متفوقة في دراستي ومحبوبة من أهلي والأقارب والأصحاب لأني.....هادئة وومطيعة بأسمع الكلام وطيبة بماتحمله الكلمة من معني السذاجة وضعف الشخصية في لغتنا العامية الدارجة....

ولكن بالرغم من عدم معرفتي بديني جيدا وعدم انتظامي في الصلاة إلا أني كنت أعشق القرآن الكريم بكل ماتحمله الكلمة من معاني ...... و كنت في صغري أحب جدا حصة الدين وأحفظ الآيات المقرر حفظها وكنت أقرأها قبل النوم وأقول لماما إني بعد القراءة أشعر بطعم السكر في فمي وبالفعل أشعر بذلك ............وبعد إنتهائي من دراستي الجامعية في كلية من كليات القمة أراد الله عز وجل أن أحضر درس للشيخ عمرو خالد غير مجري حياتي شدني لمعرفة الاسلام الحق فواظبت علي تلاوة القرآن وختمه كل شهر وكنت أشعر بلذة شديدة وأنا أقرأ........ثم تمنيت أن أتعلم التجويد ودعيت ربنا يارب نفسي أقرأ القرآن صح ....ثم توقف الشيخ عمرو ...فانهرت ولم يكن لي أصحاب فلازلت أتذكر تلك الأيام حين كنت أجلس بعد صلاة العشاء علي سجادة الصلاة بجوار الدولاب وحيدة.......أتكلم مع ربي ........اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عملا يقربني إلي حبك.....اللهم اجعل ما رزقتني مما احب قوة لي فيما تحب وما زويت لي مما أحب قوة لي فيما تحب........يارب إذا كنت حرمتني من معلمي وأبي الروحي الشيخ عمرو فيارب ارزقني طاعتك وثبتني يارب أنت وكيلي اختار لي ما يصلحني .......ووقتها دعيت ربنا يارب نفسي أقرأ القرآن صح........يارب ارزقني خدمة القرآن وخدمة دينك..........سبحان الله وقتها لم أكن أفهم معني هذه الكلمات ......وبعد سنتين من هذه الدعوة وهذه الفترة العصيبة في حياتي رزقني الله الالتحاق بدار لحفظ القرآن والتجويد .......أذكر عندما ذهبت لأول مرة كانت أقصي أمنياتي أن أحفظ الجزء الثلاثين والتاسع والعشرون ولا مانع من سورة البقرة وجزاني الله خيرا سوف أصبح عمر بن الخطاب هذا الزمان.............. وسبحان الله الكريم المنان ..رزقني حفظ القرآن كاملا في سنة واحدة........واستخدمني في تعليم الناس القرآ ن وأصبح الحلم حقيقة أعيشها كل يوم....... وأصبح لي أخوات من حملة القرآن وطالبات يتعلمون مني القرآن والتجويد........

ووجدت نفسي أنظر لنفسي ولمن حولي واتسائل بذعر شديد أين أخلاق القرآن....نعم أشهد الله أنهم ملتزمين وبيجاهدوا أنفسهم...لكن لماذا أصبح القلب قاسي .....لماذا لم أعد أشعر بطعم السكر في فمي؟...........لماذا أصبح زملاء العمل الدعوي الواحد (الذي هو من المفترض أننا جميعنا نعمل لخدمة الله عز وجل) يتشاحنون يعاملوا بعضهم البعض بنفس منطق الدنيا.........هل هناك مشكلة اخلاص؟..........لا أعتقد......نعم أذكر جيدا الجملة التي قالها احد العلماء"إذا لم يشكوا في إخلاصهم كان إخلاصهم يحتاج إلي إخلاص"........ولكن ليس هذا قصدي....أنا أريد فقط أن أحسن الظن بمن حولي............تأملت حالي في القيام....وعبادات أخري ......وجدتني بلا مبالغة بئس حامل القرآن.............

وبعد معاناة واكتئاب ودعاء مستمر لله عز وحل أن يعينني لمعرفة أين الخطأ......وجدت هاتف يهتف بداخلي المشكلة أننا لم نتربي بالقرآن........ووجدتني في المكتبة أمسك بكتاب بعنوان " العودة للقرآن لماذا وكيف؟" تأليف د/ مجدي الهلالي وأشتريه بسرعة وأنا لا أتمالك نفسي من فرط السعادة لأني سأجد الحل.......وقرأت الكتاب وتألمت من كثير من كلماته، وبعد انتهائي من الكتاب نبتت في ذهني فكرة مستوحاة أساسا من الكتاب وبالفعل أحضرت كشكول وبدأت مشروعي ووضعت له خطة وكانت البداية في رمضان الماضي ولم أحدث أحد عن سري الصغير إلا أخت لي في الله وبدأنا سويا وبل فعل لازلت أتذكر السعادة التي غمرتنا بعد فترة مجاهدة........وأطلقت علي مشروعي "مصنع القرآن" ........وكان في تخطيطي أن أخرجه للنور وأتكلم مع طلبتي وزملائي من حملة القرآن بعد ماأثبت عليه............لكن مع مرور الأيام دخل الفتور علي صديقتي وتركته ثم لم أكن صادقة في حبي له فتركته .....لكن عاودني الحنين له هذه الأيام وقررت أن أخرجه للنور لأسباب كثيرة أهمها أني خائفة أن أتوفي ويموت حلمي معي......أو أُفتن ويضيع مشروعي.....وكما في الحديث"رب حامل للفقه إلي من هو أفقه منه"........فقررت أن أعرضه علي كل الأخوة والأخوات في المنتدي و احملهم أمانة ألا يضيعوا حلمي........

سأعرض عليكم المشروع وياريت تسامحوني علي أسلوبي الركيك لكن سوف أجعل كلام د/مجدي بلون مختلف عن كلامي و أحب أوضح أنا لا أعرض الكتاب ولكن أعرض أجزاء منه فقط أثرت في ......وسأستخدم كتب أخري لتوضيح فكرتي

وأبدأ اليوم بالمقدمة وكلها من كلام د/مجدي:




لقد أكرم الله عز وجل هذه الأمة بخير رسالة أرسلها إلي البشر، ضمن فيها سبحانه وتعالي كل مايكفل للإنسان العيش السعيد الآمن في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة.

قال تعالي :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِن رَّبِّكُم وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَ هُدًي وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمٍنِينَ }]يونس:57 [

هذه الرسالة عندما استمع إليها نفر من الجن أدركوا قيمتها العظيمة وفهموا المقصد من نزولها فسارعوا إلي قومهم ليخبروهم بما علموا.......فماذا قالوا لهم؟

{ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَي مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَديْهِ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ وَ إِلَي طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ٭ يَاقَوْمَنََا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَ ءَامِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٭ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضٍِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }]الأحقاف:30-32[

ولم يكن هؤلاء النفر من الجن وحدهم هم الذين أدركوا قيمة القرآن ، ففي تاريخنا أسطر من نور تقص علينا أن جيلا كاملا قد أحسن استقبال القرآن ،وتعامل معه علي أنه منهج حياة جاءهم من عند مالك الحياة – رحمة منه وفضلا – ليعينهم علي السير فيها بما يحقق لهم السعادة في دنياهم وأخراهم.

فهم الصحابة-رضوان الله عليهم- المقصد العظيم من نزول القرآن ، فتعاملوا معه من هذا المنطلق وأتوه من أوله فأعطوه عقولهم وقلوبهم وأوقاتهم، فأحسن القرآن وفادتهم وأكرمهم بكرمه البالغ وأعاد صياغتهم من جديد ليخرجوا من مصنعه أناسا آخرين لم تشهد البشرية لهم نظيرا فدانت لهم الأرض وسادوها في سنوات معدودات.

............و مضي الزمان وابتعد المسلمون شيئا فشيئا عن القرآن قائدا وموجها ومصنعا للتشكيل والتغيير واشتغلوا عنه بإمور أخري ولم يعطوه من أوقاتهم وأنفسهم ما أعطاه الجيل الأول له ولم يأتوا أمره من أوله فما انطلقوا في تعاملهم معه من المقصد الأسمي لنزوله .........فماذا كانت النتيجة وماذا حصدت الأمة من وراء ذلك؟

لقد كانت النتيجة الطبيعيةلإغلاق مدرسة القرآن وتوقف ماكينته عن العمل أن كل مابناه الجيل الأول وحققه من مجد وعز تلاشي وأصبح أنقاضا وصرنا في ذيل الأمم لا قيمة لنا ولا اعتبار لوجودنا فأصبحنا أضيع من الأيتام علي مائدة اللئام.

إننا باختصار شديد نحتاج إلي عودة حقيقية إلي القرآن فندخل إلي عالمه ومصنعه لتعيد ماكينته تشكيلنا من جديد وتغيير ما بأنفسنا ليحقق الله وعده الذي لا يُخلف فيغير-سبحانه- ماحاق بنا من بؤس وعذاب وضياع.

قال تعالي { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }]الرعد:11[
انتهي كلام د/مجدي ...........ياتري ممكن تدخلوا معي مصنع القرآن........ياجماعة نحن في أمس الحاجة لتربية قلوبنا بالقرآن...فهو دستورنا وهو الطريق الوحيد لمن أراد السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.......فهل ياتري ممكن تسمحوا لي أعرفكم بأصحابي الذين لا يتركوني أبدا وأسأل الله أن يرزقني صحبتهم في القبر والحنة وأتمني أن تشعروا معي بحلاوة صداقتهم والأنس بهم...........باتري عرفتوهم؟........أصحابي هم آيات القرآن........أنا لا أطلب منكم أي شئ أنا بس عايزاكوا تقرأوا هذه الكلمات عن المشروع وبعد ذلك سأخبركم ماهو العمل الذي سنقوم به لتربية قلوبنا......

فهل من مشمر ............فهل من مشارك...........؟!!!!!!